طلبة في تحصين امام «المسجد الاحمر» خلال المواجهة مع رجال الامن. (رويترز)
ورأى مراقبون في إسلام آباد ان الوضع لن يعود الى الوراء بعد اقتحام المسجد، وأن الطرفين سيحاولان اللجوء إلى «الضربة القاضية» لحسم الصراع. وفيما باتت الحكومة لا تستطيع التراجع عن خطوة اقتحام المسجد، دعا متحدثون عبر مكبرات الصوت الخاصة بالمسجد إلى «تنفيذ عمليات استشهادية ضد الحكومة وقوات الأمن، والدفاع عن أعراض طالبات جامعة حفصة وحرمة المسجد في مواجهة الحكومة العلمانية العميلة للأميركيين».
وقالت آمنة عبدالله، إحدى القائمات على جامعة «حفصة» لـ «الحياة» إن الطالبات فوجئن بمحاصرة القوات الحكومية الجامعة وإطلاق النار باتجاهها. وأشارت الى ان رجال الشرطة تعمدوا إطلاق قنابل الغاز المسيلة للدموع في مساكن الطالبات لإجبارهن على مغادرتها، «على رغم أنهن لم يخالفن القانون».
ولوحظ غياب وزير الداخلية أفتاب أحمد شيرباو عن وسائل الإعلام، علماً انه عارض دائماً اقتحام المسجد مطالباً بالإبقاء على باب المفاوضات مفتوحاً مع إدارته التي أنشأت «محكمة اسلامية»، متهمة الحكومة بعدم تطبيق الشريعة. وكان الرئيس مشرف قال الأسبوع الماضي، إن تأخر تنفيذ عمل عسكري ضد «المسجد الأحمر» قد يؤدي إلى شلال دماء، في ظل وجود آلاف الطلبة في المسجد وجامعة «حفصة». واندلعت المواجهة بعدما رفعت وزارة الداخلية وأجهزة الأمن تقريراً مفصلاً للرئيس مشرف عن تنامي قوة «طالبان» ونفوذها في المجتمع الباكستاني، وإمكان سيطرة مؤيدين للحركة على المجتمع في حال عدم وضع حد لنشاطاتهم في المناطق القبلية وأنحاء البلاد.
وقرر مشرف بعد مداولات استمرت أربع ساعات مع كبار المسؤولين وضع استراتيجية جديدة للتصدي لـ «طالبان» على الحدود مع أفغانستان، على ان يعلن تفاصيلها الأسبوع المقبل لدى توجيهه خطاباً الى الأمة. وأوضح مسؤول رفض كشف اسمه ان الخطة تنص على تعزيز الأمن وتشكيل لجان سلام في المناطق بمشاركة سكانها، مؤكداً ان «الهدف هو عزل العناصر الأجنبية وحلفائها».
وتزامنت المواجهات مع مطالبة قضاة المحكمة العليا الحكومة بنزع أجهزة التنصت من قاعات المحكمة ومنازل القضاة، وذلك بعدما قدم محامي الحكومة في المداولات الخاصة بمسألة إقالة رئيس المحكمة العليا افتخاري تشودري تقريراً استخباراتياً عن عمليات تنصت على الأخير، وهو ما رفضته المحكمة التي غرمت الحكومة مبلغاً من المال لاعتمادها هذه الأساليب.